تباين أداء الأسهم وترقب المستثمرين مع صعود "توشيبا"

شهدت مؤشرات الأسهم الأمريكية أداءً متبايناً في مستهل تعاملات يوم أمس، حيث يترقب المتداولون باهتمام بالغ محضر أحدث اجتماع لمجلس الاحتياطي الاتحادي، وذلك بهدف استخلاص رؤى معمقة حول تقييم البنك المركزي لمستويات التضخم وآفاق التعافي الاقتصادي المنشود.

ووفقاً لبيانات "رويترز"، حقق مؤشر داو جونز الصناعي ارتفاعاً طفيفاً بواقع 14.7 نقطة، أي ما يعادل نسبة ضئيلة قدرها 0.04 في المائة، ليبلغ مستوى 33444.98 نقطة. في المقابل، انخفض مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بمقدار 0.3 نقطة، أو بنسبة طفيفة جداً بلغت 0.01 في المائة، مسجلاً 4074.29 نقطة. كما تراجع مؤشر ناسداك المجمع بواقع 23.1 نقطة، أي بنسبة 0.17 في المائة، ليصل إلى مستوى 13675.296 نقطة.

على صعيد آخر، حلقت الأسهم الأوروبية بالقرب من مستويات قياسية مرتفعة خلال تعاملات يوم أمس، حيث يترقب المستثمرون صدور بيانات حيوية تتعلق بنشاط قطاع الخدمات في منطقة اليورو. وتصدرت الأسهم البريطانية المشهد بأداء متميز فاق أداء نظيراتها في الأسواق الأخرى، مدعومة بموجة من التفاؤل بشأن حملات التطعيم السريعة ضد فيروس كورونا المستجد، فضلاً عن ضعف قيمة الجنيه الإسترليني.

انخفض مؤشر ستوكس 600 الأوروبي بنسبة محدودة بلغت 0.2 في المائة، وذلك بعد أن سجل إغلاقاً عند أعلى مستوى تاريخي له على الإطلاق يوم أمس الأول، حيث بلغ 435.26 نقطة. بينما حافظ مؤشرا داكس الألماني وكاك 40 الفرنسي على استقرارهما النسبي.

وحقق مؤشر فاينانشيال تايمز 100 البريطاني، الذي يضم نخبة من شركات التصدير، مكاسب بلغت نسبتها 0.3 في المائة، وذلك بفضل تراجع قيمة الجنيه الإسترليني الذي عزز أداء الشركات التي تحقق أرباحاً مقومة بالدولار الأمريكي. وفي الوقت نفسه، ارتفع مؤشر آخر يركز على الشركات المحلية ذات رأس المال المتوسط، وذلك بالتزامن مع بدء المملكة المتحدة في توزيع لقاح مودرنا المضاد لفيروس كوفيد - 19.

شهد سهم شركة "ديليفرو هولدينجز" المدرجة حديثاً في السوق ارتفاعاً ملحوظاً بنسبة 2.5 في المائة، ليصل إلى 288 بنساً، وذلك في أول يوم من التداول الحر الذي لا يخضع لقيود، حيث شارك المستثمرون الأفراد بنشاط في التداول على السهم. وتجدر الإشارة إلى أن السهم قد انخفض بنحو 28 في المائة منذ الأسبوع الماضي، عندما قامت الشركة بتسعير الطرح العام الأولي عند 390 بنساً.

وفي القارة الآسيوية، أغلقت الأسهم اليابانية تعاملات يوم أمس على ارتفاع، وذلك بعد أن سجلت أكبر انخفاض لها في نحو أسبوعين خلال الجلسة السابقة. وقد حققت أسهم شركات صناعة الإلكترونيات مكاسب ملحوظة، وذلك عقب تلقي شركة "توشيبا" عرضاً للاستحواذ عليها وتحويلها إلى شركة خاصة في صفقة تقدر قيمتها بنحو 20 مليار دولار.

ارتفع مؤشر نيكاي بنسبة طفيفة بلغت 0.12 في المائة، ليصل إلى مستوى 29730.79 نقطة، بينما سجل مؤشر توبكس الأوسع نطاقاً ارتفاعاً بنسبة 0.67 في المائة، ليبلغ 1967.43 نقطة.

أوضح هيديوكي سوزوكي، مدير عام أبحاث الاستثمار لدى "إس.بي.آي سيكيوريتيز"، أن المستثمرين يعودون لشراء الأسهم بعد الانخفاض الحاد الذي شهدته تعاملات يوم "الثلاثاء"، معتبراً ذلك تحركاً طبيعياً. وأضاف أن الأخبار المتعلقة بشركة "توشيبا" قد دفعت أسهم شركات صناعة الإلكترونيات إلى الارتفاع. ويرى سوزوكي أن المستثمرين ربما يفكرون في أنه في حال إلغاء إدراج "توشيبا"، فسيتعين عليهم نقل أموالهم إلى شركات مماثلة.

وذكر مصدر مطلع أن شركة "توشيبا" تدرس حالياً عرضاً مغرياً بقيمة 20 مليار دولار من شركة الاستثمار المباشر "سي.في.سي كابيتال بارتنرز"، وذلك لتحويلها إلى شركة خاصة، في ظل الضغوط المتزايدة التي تواجهها المجموعة الصناعية اليابانية من قبل المساهمين النشطين بهدف تحسين ممارسات الحوكمة.

قفز سهم "توشيبا" بنسبة هائلة بلغت 18.28 في المائة، ليبلغ الحد الأقصى المسموح به يومياً، وذلك بعد أن توقف التداول عليه بسبب التدفق الهائل لطلبات الشراء.

كما حققت أسهم شركات أخرى في القطاع مكاسب ملحوظة، حيث تقدم سهم "فوجيتسو" بنسبة 2.03 في المائة، وربح سهم "هيتاشي" بنسبة 2.17 في المائة، وزاد سهم "شارب" بنسبة 1.65 في المائة.

وفي قطاع الشحن البحري، ارتفع سهم شركة "نيبون يوسن" بنسبة 3.26 في المائة، وذلك بعد أن رفعت الشركة توقعاتها للأرباح للعام المنتهي في مارس (آذار) إلى 200 مليار ين (1.82 مليار دولار) من 160 مليار ين.